محتوى سفر المكابيين الأول

ان سفر المكابيين الاول ثلاثية من المؤلفات تسرد مآثر يهوذا المكابي واخويه يوناتان وسمعان

سمعان هو الذي انشأ سلالة الحشمونيين بعد مدخل يدور فيه الكلام على الاسكندر الكبير وخلفائه وعلى المحاولة التي قام بها ابيفانيوس لفرض العادات الهلينية الفصل الاول من سفر المكابيين الاول تروي ثورة متتيا الكاهن وبنيه الفصل الثاني من سفر المكابيين الاول

ان الابن الثالث يهوذا المكابي فرض نفسه رئيساً وقاد الكفاح مدة ست سنوات ما بين سنة 166 الى 160 قبل الميلاد ومن الفصول الثالث الى الفصل التاسع والى الآية الثانية والعشرون من سفر المكابيين الاول

حمل أولاً على ليسياس والي شرق الفرات إذ كان ابيفانيوس يحمل على فارس من الفصل الثالث والرابع والى الآية 35 من سفر المكابيين الاول ثم تأتي رواية تطهير الهيكل بعد أن دنسه ابيفانيوس وحملات على القبائل المجاورة الفصل الرابع ومن الآية 36 الى الفصل الخامس من سفر المكابيين الاول وكان من شأن هذه الرواية ان تلي رواية موت ابيفانيوس 

سفر المكابيين الاول 6 / 1 - 17

وكان أنطيوخس الملك يجول في الأقاليم العليا فسمع بذكر ألمايس وهي مدينة بفارس مشهورة بأموالها من الفضة والذهب وأن فيها هيكلا فيه كثير من الأموال وفيه أسلحة الذهب والدروع والأسلحة التي تركها هناك الإسكندر بن فيلبس الملك المقدوني الذي كان أول ملك في بلاد اليونان فأتى وحاول أن يأخذ المدينة وينهبها فلم يستطع لأن أهل المدينة كانوا قد علموا بالأمر فقاوموه وقاتلوه فهرب ومضى من هناك بغم شديد راجعا إلى بابل وجاءه وهو في فارس مخبر بأن الجيوش التي سارت إلى أرض يهوذا قد آنكسرت وأن ليسياس قد آنهزم من وجههم وكان قد خرج عليهم في جيش في غاية القوة، فتعززوا بالسلاح والذخائر والغنائم الكثيرة التي أخذوها ممن سحقوهم من الجيوش وهدموا الشناعة التي كان قد بناها على المذبح في أورشليم وحوطوا المقدس بالأسوار الرفيعة كما كان من قبل وفعلوا ذلك أيضا في بيت صور وهي مدينة من مدن الملك فلما سمع الملك بهذا الخبر بهت وآضطرب آضطرابا شديدا وآنطرح على الفراش وقد مرض من الغم لأن الأمر جرى على خلاف رغبته فلبث هناك أياما كثيرة لأنه تجدد فيه غم شديد وأيقن بالموت فدعا جميع أصدقائه وقال لهم لقد شرد النوم عن عيني وسقط قلبي من الهم فقلت في نفسي إلى أي حزن صرت وما أشد الآضطراب الذي أنا فيه بعد أن كنت مسرورا ومحبوبا في أيام سلطاني أما الآن فإني آتذكر المساوئ التي صنعتها في أورشليم وكيف أخذت كل آنية الذهب والفضة التي كانت فيها وأرسلت لإبادة سكان اليهودية بغير سبب فأنا أعلم بأني لأجل ذلك أصابتني هذه البلايا وها أنا أموت بغم شديد في أرض غريبة ئم دعا فيلبس أحد أصدقائه وأقامه على جميع مملكته وسلم إليه تاجه وحلته وخاتمه وأوصاه بإرشاد أنطيوخس آبنه وتربيته للملك ومات هناك أنطيوخس الملك في السنة المئة والتاسعة والأربعين وعلم ليسياس أن الملك قد توفي وملك مكانه أنطيوخس آبنه الذي رباه منذ حداثته وسماه بآسم أوباطور

فترتيب سفر المكابيين الثاني هو الترتيب الصحيح الفصل التاسع موت ابيفانيوس والفصل العاشر تطهير الهيكل لكن سفر المكابيين الثاني لا يخلو هو أيضاً من الالتباس رسائل الفصل الحادي عشر مثلاً من سفر المكابيين الثاني

تنتهي الحملة الثانية على ليسياس على عهد انطيوخس الخامس ابن ابيفانيوس بانتصار يهوذا 

سفر المكابيين الاول 6 / 18 - 63

وكان أهل القلعة يصدون إسرائيل عن دخول الأقداس ويحاولون الإضرار بهم من كل جانب وتأييد الوثنيين فعزم يهوذا على إبادتهم وحشد كل الشعب لمحاصترتهم فآجتمعوا معا وحاصروهم سنة مئة وخمسين ونصبوا القذافات والمجانيق ولكن بعض المحاصرين خرقوا الحصار وآنضم إليهم نفر كافرون من إسرائيل ومضوا إلى الملك فقالوا له إلى متى لا تنصفنا ولا تنتقم لإخوتنا؟إننا آرتضينا بخدمة أبيك والعمل بأوامره وآتباع فرائضه ولذلك أبناء شعبنا ينفرون منا وكل من صادفوه منا قتلوه ونهبوا أملاكنا ولم يكتفوا بمد أيديهم علينا بل تجاوزوا إلى جميع بلادنا وها إنهم يحاصرون قلعة أورشليم ليستولوا عليها وحصنوا مقدس بيت صور فإن لم تسرع الآن وتبادرهم فسيصنعون شرا من ذلك فلا تقدر أن تكفهم فلما سمع الملك غضب وجمع كل أصدقائه وقواد جيشه ورؤساء الفرسان وجاءته من ممالك أخرى ومن جزر البحار جنود مرتزقة وبلغ عدد جيوشه مئة ألف راجل وعشرين ألف فارس وآثنين وثلاثين فيلا مدربا على الحرب فزحفوا مجتازين في أدوم وحاصروا بيت صور وحاربوا أياما كثيرة وصنعوا المجانيق ولكن الآخرين خرجوا وأحرقوها بالنار وقاتلوا ببأس فسار يهوذا عن القلعة وعسكر في بيت زكريا تجاه معسكر الملك فبكر الملك وأطلق جيشه دفعة واحدة في طريق بيت زكربا حيث تأهبت الجيوش للقتال ونفخوا في الأبواق وأروا الأفيال عصير العنب والتوت حتى يهيجوها للقتال ثم وزعوها على الفرق فجعلوا عند كل فيل ألف رجل لابسين الزرود وعلى رؤوسهم خوذ النحاس وأقاموا لكل فيل خمس مئة فارس منتخبين فكان أولئك وحيثما وجد الفيل سبقوا إليه وحيثما ذهب ذهبوا معه لا يفارقونه وكان على كل فيل برج حصين من الخشب يحميه مثبت بالأحزمة وعلى البرج المحاربون الثلاثة المقاتلون من على الأفيال فضلا عن الفيال وجعل الملك سائر الفرسان من هنا ومن هناك على جانبي الجيش يضايقون العدو ويسترون الكتائب فلما لمعت الشمس على تروس الذهب والنحاس، لمعت بها الجبال وتلألأت كمشاعل من نار وانتشر جيش الملك قسم في أعلى الجبال وقسم في السفوح ومشوا برباطة جأش وآنتظام فارتعد كل من سمع صراخ ذلك الجمهور وجلبة زحفهم وقعقعة سلاحهم فإن الجيش كان عظيما وقويا جدا فتقدم يهوذا وجيشه للمبارزة فسقط من جيش الملك ست مئة رجل ورأى ألعازار أوأران واحدا من الأفيال مدرعا بدروع ملكية ويفوق جميع الأفيال جسما فظن أن عليه الملك فبذل نفسه ليخلص شعبه ويقيم لنفسه آسما مخلدا وعدا إليه بجرأة في وسط الفرقة يقتل يمنة ويسرة فتفرق الأعداء عنه من هنا ومن هناك ودخل بين قوائم الفيل حتى صار تحته وقتله فسقط عليه الفيل إلى الأرض فمات مكانه ولما رأى اليهود سطوة الملك وبطش الجيوش آرتدوا عنهم فصعد جيش الملك نحو أورشليم لملاقاة اليهود وحاصر الملك اليهودية وجبل صهيون وعقد صلحا مع أهل بيت صور فخرجوا من المدينة لنفاد الطعام من عندهم إذا حوصروا فيها لأن السنة كانت سنة سبت للأرض فآستولى الملك على بيت صور وأقام فيها حرسا يقومون بحراستها وحاصر المقدس أياما كثيرة ونصب هناك القذافات والمجانيق وآلات لرشق النار والحجارة وأدوات لرمي السهام ومقاليع وصنع اليهود أيضا مجانيق قبالة مجانيقهم وحاربوا أياما كثيرة ولم يكن في مستودعاتهم طعام لأنها كانت السنة السابعة وكان الذين لجأوا إلى اليهودية مم الأمم قد أكلوا ما فضل من المؤونة فلم يبق في الأقداس إلا نفر يسير لأن الجوع غلب عليهم أما الآخرون فتفرقوا كل واحد إلى بيته وبلغ ليسياس أن فيلبس الذي أقامه أنطيوخس في حياته ليربى أنطيوخس آبنه للملك قد رجع من فارس وميديا ومعه جيوش الملك التي سارت في صحبته وحاول أن يتولى الأمور فبادر ليسياس وأومأ بالآنصراف وقال للملك وقواد الجيش والرجال إننا نضعف يوما بعد يوم وقد قل طعامنا والمكان الذي نحاصره حصين وأمور المملكة تنتظرنا والآن فلنمد يدنا اليمنى لهؤلاء الناس ولنعقد صلحا معهم ومع كل أمتهم ولنقرر لهم أن يسيروا على سننهم كما كانوا من قبل لأنهم لأجل سننهم التي نقضناها غضبوا وفعلوا كل ذلك فحسن الكلام في عيون الملك والرؤساء فأرسل يعرض الصلح على اليهود فقبلوا فحلف لهم الملك والرؤساء وعلى ذلك خرجوا من الحصن فدخل الملك إلى جبل صهيون ورأى المكان حصينا فنقض الحلف الذي حلفه وأمر بهدم السور الذي حوله ثم آنصرف مسرعا ورجع إلى أنطاكية فوجد فيلبس قد آستولى على المدينة فقاتله وأخذ المدينة عنوة

لكن ديمتريوس الاول ابن سلوقس الرابع ينتزع منصب ابن اخيه انطيوخس الخامس ويجعل بكيديس مكان ليسياس والاثنان بايعاز من عظيم الكهنة الكيمس يطاردان انصار يهوذا غير ان يهوذا يحرز انتصاراً مبيناً على نكانور وهو الذي كان الملك قد عينه قائداً على اليهودية

سفر المكابيين الاول الفصل السابع

وفي السنة المئة والحادية والخمسين خرج ديمتريوس بن سلوقس من رومة وصعد في نفر يسير إلى مدينة بالساحل وملك هناك ولما دخل دار ملك آبائه قبضت الجيوش على أنطيوخس وليسياس لتأتيه بهما فلما علم بذلك قال لا تروني وجهيهـما فقتلتهما الجيوش وجلس ديمتريوس على عرش ملكه فأتاه جميع رجال الإثم والكفر من إسرائيل وفي مقدمتهم ألكيمس وهو يطمع أن يصير عظيم كهنة ووشوا على الشعب عند الملك قائلين إن يهوذا وإخوته قد أهلكوا أصدقاءك وطردونا عن أرضنا فأرسل الآن رجلا تثق به يذهب ويفحص عن كل ما أنزله يهوذا بنا وببلاد الملك من الدمار ويعاقبهم مع جميع أعوانهم فآختار الملك بكيديس أحد أصدقاء الملك وأمير شرق الفرات وكان عظيما في المملكة وأمينا للملك وأرسله هو وألكيمس الكافر وقد ثبته في الكهنوت وأمره أن ينتقم من بني إسرائيل فسارا وقدما أرض يهوذا في جيش جرار وأنفذا رسلا إلى يهوذا وإخوته يخاطبونهم بالسلام مكرا فلم يلتفتوا إلى كلامهما لأنهم رأوهما قادمين في جيش جرار وآجتمعت إلى ألكيمس وبكيديس جماعة من الكتبة يبحثون عن حل عادل وكان الحسيديون في بني إسرائيل أول من سألوهما السلم لأنهم قالوا إن مع الجيوش كاهنا من نسل هارون فلا يظلمنا فخاطبهم خطاب سلام وحلف لهم قائلا إننا لا نريد بكم ولا بأصدقائكم سوءا فصدقوه فقبض على ستين رجلا منهمم وقتلهم في يوم واحد كما ورد في الآية فرشوا لحوم أصفيائك وأراقوا دماءهم حول أورشليم ولم يكن لهم من دافن فوقع خوفهم ورعبهم على كل الشعب لأنهم قالوا ليس فيهم شيء من الحق والعدل إذ نكثوا عهدهم والحلف الذي حلفوه ورحل بكيديس عن أورشليم وعسكر في بيت زيت وأرسل فقبض على كثيرين من الذين كانوا قد آلتحقوا به وعلى بعض من الشعب وذبحهم وطرحهم في الجب الكبير ثم سلم البلاد إلى ألكيمس وأبقى معه جيشا يؤازره وآنصرف بكيديس إلى الملك وجاهد ألكيمس لتولي الكهنوت الأعظم وآجتمع إليه جميع المفسدين في الشعب وآستولوا على أرض يهوذا وضربوا إسرائيل ضربة شديدة ورأى يهوذا كل الشر الذي صنعه ألكيمس ومن معه في بني إسرائيل وقد فاق ما صنعت الأمم فخرج الى جميع بلاد اليهودية مما حولها وآنتقم من القوم الذين تخلفوا وكفهم عن الجولان في البلاد فلما رأى ألكيمس أن يهوذا قد تقوى هو ومن معه وعلم أنه لا يستطيع الثبات أمامهم رجع إلى الملك ووشى عليهم بالمساوئ فأرسل الملك نكانور أحد أشهر قوده وكان مبغضا ومعاديا لإسرائيل وأمره بإبادة الشعب فوفد نكانور على أورشليم في جيش كثير، وأرسل إلى يهوذا وإخوته يخاطبهم بالسلام مكرا قائلا لا يكن قتال بيني وبينكم فإني قادم في نفر قليل لأواجهكم بسلام  وجاء إلى يهوذا وحيا بعضهما بعضا تحية السلم، وكان الأعداء مستعدين لآختطاف يهوذا وعلم يهوذا أنه جاء إليه مكرا فخافه وأبى أن يعود إلى رؤية وجهه فلما رأى نكانور أن قصده قد كشف خرج لملاقاة يهوذا بالقتال عند كفرسلامة فسقط من جيش نكانور نحو خمسة آلاف رجل وفر الباقون إلى مدينة داود وبعد هذه الأحداث صعد نكانور إلى جبل صهيون فخرج بعض الكهنة من الأقداس وبعض شيوخ الشعب يحيونه تحية السلم ويرونه المحرقة المقربة عن الملك فآستهزأ بهم وسخر منهم ونجسهم وكلمهم بتكبر وأقسم بغضب قائلا إن لم يسلم يهوذا وجيشه إلى يدي اليوم فسيكون أني متى عدت بسلام أحرق هذا البيت وخرج بحنق شديد فدخل الكهنة ووقفوا أمام المذبح والهيكل وبكوا وقالوا أنت من آختار هذا البيت ليدعى بآسمك ويكون بيت صلاة وتضرع لشعبك فآنتقم من هذا الرجل وجيشه وليسقطوا بالسيف وآذكر تجاديفهم ولا تبق عليهم ثم خرج نكانور من أورشليم وعسكر في بيت حورون فآنضم إليه جيش سورية وعسكر يهوذا بأداسة في ثلاثة آلاف رجل وصلى يهوذا فقال لما جدف الذين كانوا مع ملك أشور خرج ملاكك وضرب مئة ألف وخمسة وثمانين ألفا منهم هكذا فحطم هذا الجيش أمامنا اليوم فيعلم الباقون أنهم تكلموا على أقداسك سوءا وآقض عليه بحسب خبثه ثم ألحم الجيشان القتال في اليوم الثالث عشر من شهر آذار فآنكسر جيش نكانور وكان هو أول من سقط في القتال فلما رأى جيش نكانور أنه قد سقط، ألقوا سلاحهم وهربوا فتعقبهم اليهود مسيرة يوم من أداسة إلى مدخل جازر ونفخوا وراءهم في أبواق الهتاف فخرج الناس من جميع قرى اليهودية من كل جانب وطوقوهم فآنقلب بعضهم على بعض فسقطوا جميعا بالسيف ولم يبق منهم أحد فأخذوا الغنائم والأسلاب وقطعوا رأس نكانور ويمينه التي مدها بتكبر وآتوا بهما وعلقوهما قبالة أورشليم ففرح الشعب فرحا عظيما وآحتفلوا بذلك اليوم آحتفالهم بيوم آبتهاج عظيم ورسموا أن يعيد ذلك اليوم الثالث عشر من آذار كل سنة وهدأت أرض يهوذا أياما يسيرة

ينتهي سفر المكابيين الثاني بذلك اليوم الذي شهد موت نكانور في 28 آذار سنة 169 قبل الميلاد أما سفر المكابيين الاول فانه يروي لنا بعد مديح عجيب للرومانيين

سفر المكابيين الفصل الثامن

وسمع يهوذا بآسم الرومانيين أنهم رجال ذوو بأس ويعطفون على كل من ينضم إليهم وكل من جاءهم صادقوه وقصت عليه حروبهم وما قاموا به من مآثر في قتال الغاليين وأنهم أخضعوهم وفرضوا عليهم الجزية وما فعلوا في بلاد إسبانية وآستيلاؤهم على معادن الفضة والذهب التي هناك وأنهم آستولوا على البلد كله بفضل فطنتهم وطول أناتهم مع أن ذلك البلد كان بعيدا جدا من ديارهم وكان كذلك أمر الملوك الذين جاؤوا من أقاصي الأرض وأغاروا عليهم فقد سحقوهم وضربوهم ضربة شديدة وأما سائر الملوك فإنهم يحملون إليهم الجزية كل سنة وقد سحقوا فيلبس وفرساوس ملك كتيم في الحرب وكل من قاتلهم وأخضعوهم وسحقوا أنطيوخس الكبير ملك آسية الذي زحف لقتالهم ومعه مئة وعشرون فيلا وفرسان ومركبات وجيش كثير جدا وقبضوا عليه حيا وضربوا عليه وعلى الذين يملكون بعده جزية كبيرة ورهائن من وقت إلى آخر ونزعوا منه بلاد الهند وميديا ولود وخيار بلادهم وأعطوها لأومينيس الملك ولما هم اليونانيون أن يسيروا لمقاتلتهم بلغهم ذلك فأرسلوا إليهم قائدا واحدا وحاربوهم فسقط منهم قتلى كثيرون وسبوا نساءهم وأولادهم ونهبوهم وآستولوا على أرضهم وهدموا حصونهم وآستعبدوهم إلى هذا اليوم وأما سائر الممالك والجزر التي قاومتهم فإنهم دمروها وآستعبدوا سكانها ولكنهم حفظوا المودة لأوليائهم والذين آعتمدوا عليهم وتسلطوا على الملوك قريبهم وبعيدهم وكل من سمع بآسمهم خافهم ومن أرادوا مؤازرته وتمليكه ملكوه ومن أرادوا خلعه خلعوه، فعلا شأنهم كثيرا ومع ذلك كله لم يلبس أحد منهم التاج ولا آرتدى الأرجوان فى مباهاة به ووضعوا لهم مجلس شورى يتداول فيه كل يوم ثلاث مئة وعشرون رجلا يتداولون على الدوام في أمور الشعب للمحافظة على نظامه وهم يفوضون سلطانهم وسيادة أرضهم بجملتها كل سنة إلى رجل واحد ويطيعون جميعا هذا الواحد وليس فيهم حسد ولا منافسة فآختار يهوذا أوبولمس بن يوحنا بن أكوس وياسون بن ألعازر وأرسلهما إلى رومة ليعقدا مع الرومانيين عهد الصداقة والتحالف ويرفعا عنهم النير لأنهم رأوا أن مملكة اليونان قد آستعبدت إسرائيل استعبادا فذهبا إلى روما في سفر طويل جدا ودخلا مجلس الشورى وتكلما وقالا إننا مرسلان إليكم من قبل يهوذا المكابي وإخوته وجمهور اليهود لنعقد معكم عهد تحالف وسلام ولتجعلونا في عداد حلفائكم وأصدقائكم فحسن الأمر لديهم وهذه نسخة الكتاب الذي دونوه على ألواح من نحاس وأرسلوه إلى أورشليم حتى يكون عندهم تذكار سلام وتحالف الفلاح للرومانيين ولأمة اليهود في البحر والبر للأبد وليبعد عنهم السيف والعدو إذا قامت حرب في روما أولا أو عند أي كان من حلفائها في كل آمتداد سيادتها فأمة اليهود تحارب معها بكل عزمها كما تقتضيه الحال ولن يعطى المعتدون ولن يقدم لهم قمح ولا أسلحة ولا فضة ولا سفن هكذا حسن لدى الرومانيين ويحافظون على هذه الآلتزامات من دون أن يأخذوا شيئا وكذلك فإن وقعت لليهود حرب أولا فالرومانيون يحاربون معهم بكل عزمهم كما تقتضيه الحال ولن يعطى المعتدون قمحا ولا أسلحة ولا فضة ولا سفنا هكذا حسن لدى الرومانيين ويحافظون على آلتزاماتهم من دون غش على هذا الكلام عاهد الرومانيون شعب اليهود وإذا شاء هؤلاء أو أولئك أن يزيدوا على هذا الكلام أو يسقطوا منه فيفعلون برضاهم وكل ما زادوا أو أسقطوا يكون ملزما أما الشرور التي أنزلها بهم الملك ديمتريوس فقد كتبنا إليه قائلين لم ثقلت النير على أصدقائنا وحلفائنا اليهود؟فإن عادوا يشكونك فسننصفهم ونقاتلك بحرا وبرا

كيف عاد بكيديس معززاً وكيف مات يهوذا موتاً مجيداً في معركة متساوية

سفر المكابيين الاول 9 / 1 - 22

ولما سمع ديمتريوس بأن نكانور وجيوشه قد سقطوا في الحرب عاد فأرسل إلى أرض يهوذا بكيديس وألكيمس ومعهما الجناح الأيمن فسارا في طريق الجليل وعسكرا عند مشاكوت بأربيل فآستوليا عليها وأهلكا نفوسا كثيرة وفي الشهر الأول من السنة المئة والثانية والخمسين عسكرا عند أورشليم ثم زحفا وآنطلقا الى بئر زيت في عشرين ألف رجل وألفي فارس وكان يهوذا قد عسكر في الفاسة ومعه ثلاثة آلاف رجل منتخبين فلما رأوا كثرة عدد الجيوش خافوا خوفا شديدا فجعل كثيرون ينسلون من المعسكر ولم يبق منهم الا ثماني مئة رجل ورأى يهوذا أن جيشه قد آنسل والحرب تضايقه فآنكسر قلبه لأنه لم يبق له وقت لجمع رجاله وآسترخت عزيمته فقال لمن بقي معه لنقم ونهجم على خصومنا عسى أن نقدر على محاربتهم فصرفوه عن عزمه قائلين ليس في طاقتنا اليوم إلا أن ننجو بنفوسنا ثم نرجع مع إخوتنا ونقاتلهم فإننا عدد قليل فقال يهوذا حاش لي أن أفعل مثل ذلك وأهرب منهم وإن كان قد دنا أجلنا فلنموتن بشجاعة عن إخوتنا ولا نبقين على مجدنا وصمة وخرج جيش العدو من المعسكر ووقفوا بإزائهم وآنقسمت الفرسان قسمين وكان الرماة بالمقاليع والقسي يتقدمون الجيش وكانت مقدمة الجيش كلها من ذوي البأس وكان بكيديس في الجناح الأيمن ونقدمت الفرقة من الجانبين وهتفوا بالأبواق ونفخ رجال يهوذا أيضا في الأبواق فآرتجت الأرض من جلبة العسكرين وآلتحم القتال من الصبح إلى المساءورأى يهوذا أن بكيديس وقوة الجيش في الجناح الأيمن وآجتمع حول يهوذا كل ذي قلب ثابت فكسروا الجناح الأيمن وتعقبوا إثرهم إلى جبل حاصورا فلما رأى رجال الجناح الأيسر آنكسار الجناح الأيمن انقلبوا على آثار يهوذا ومن معه فآشتد القتال وسقط قتلى كثيرون من الفريقين وسقط يهوذا وهرب الباقون فحمل يوناتان وسمعان يهوذا أخاهما ودفناه في قبر آبائه في مودين فبكاه كل شعب إسرائيل بكاء شديدا ولطموا عليه وناحوا أياما كثيرة وقالوا كيف سقط البطل مخلص إسرائيل؟وبقية أخبار يهوذا وحروبه والمآثر التي قام بها وعظائمه لم تكتب لأنها كثيرة جدا

يضم القسم الثاني امامنا يوناتان ما بين سنة 160 - 143 قبل الميلاد

سفر المكابيين الاول 9 / 23 - 43

وكان بعد وفاة يهوذا أن الاشرار ظهروا في جميع أراضي إسرائيل وأن فعلة الإثم رفعوا رؤوسهم وفي تلك الأيام حدثت مجاعة شديدة جدا فآنضمت البلاد إليهم فآختار بكيديس الكفرة منهم وأقامهم رؤساء على البلاد فكانوا يبحثون عن أصدقاء يهوذا ويقتفون أثرهم ويأتون بهم إلى بكيديس فيعاقبهم ويستهزئ بهم فحل بإسرائيل ضيق شديد لم يحدث مثله منذ لم يظهر فيهم نبي فآجتمع كل أصدقاء يهوذا وقالوا ليوناتان منذ وفاة يهوذا أخيك لم يقم له مثيل يخرج على الأعداء وعلى بكيديس والمبغضين لأمتنا فنحن نختارك اليوم رئيسا لنا وقائدا مكانه تحارب حربنا فقبل يوناتان القيادة في ذلك الوقت وحل محل يهوذا أخيه فعلم بكيديس بالأمر فحاول أن يقتل يوناتان وبلغ ذلك يوناتان وسمعان أخاه وجميع من معه فهربوا افى برية تقوع وعسكروا عند ماء جب أسفار فعلم بكيديس يوم السبت فزحف هو أيضا بكل جيشه الى عبر الأردن وأرسل يوناتان أخاه قائد الجنود يسأل النبطيين أصدقاءه أن يسمحوا بإيداعهم أمتعته الوافرة لكن بني يمري الذين من ميدابا خرجوا وقبضوا على يوحنا وجميع ما معه وذهبوا بكل ذلك وبعد هذه الأمور أخبر يوناتان وسمعان أخوه أن بني يمري يقيمون عرسا عظيما ويزفون العروس من نبطة بآحتفال عظيم وهي آبنة بعض عظماء كنعان فذكروا دم يوحنا أخيهم وصعدوا وآختبأوا في منعطف الجبل ثم رفعوا أبصارهم ونظروا فإذا بجلبة وجهاز كثيرة. والعريس وأصدقاؤه وإخوته خارجون للقاء الموكب بالدفوف وآلات الطرب وأسلحة كثيرة فخرج رجال يوناتان من مكمنهم وآنقضوا عليهم وقتلوهم فسقط قتلى كثيرون وهرب الباقون إلى الجبل فأخذوا كل أسلابهم وتحول العرس إلى مناحة وصوت آلات طربهم إلى نحيب ولما آنتقموا لدم أخيهم رجعوا إلى غيضة الأردن

وقد استغل يوناتان النزاعات بين ديتريوس الأول وابنه ديمتريوس الثاني من جهة والاسكندر بالاس حفيد ابيفانيوس ثم تريفون من جهة اخرى

حكم تريفون اولاً باسم الابن الصغير للاسكندر انطيوخس السادس ثم باسمه الخاص وانضم يوناتان وكان الاسكندر قد اقامه عظيم كهنة في سنة 152 قبل الميلاد الى تريفون ولكن تريفون فبض عليه مكراً 

حل محله سمعان ولكنه لم يستطع ان يمنع تريفون من قتل اخيه قبل عودته الى سورية أوراخر سنة 143 قبل الميلاد

سفر المكابيين الاول 13 / 23 - 24

ولما أن قارب بسكاما قتل يوناتان ودفنوه هناك ثم رجع تريفون وآنصرف إلى أرضه


وما عدا هذا الحدث المحزن فالقسم الثالث وهو مخصوص بسمعان قصة هنيئة ما بين سنى 143 - 144 قبل الميلاد

سفر المكابيين الاول الفصل الثالث عشر

وبلغ سمعان أن تريفون قد جمع جيشا عظيما ليذهب إلى أرض يهوذا ويدمرها ورأى أن الشعب قد داخله الرعب والرعدة فصعد إلى أورشليم وجمع الشعب وشجعهم فقال لهم قد علمتم ما فعلت أنا وإخوتي وأهل بيت أبي من أجل السنن والأقداس وما لقينا من الحروب والشدائد ولذلك هلك إخوتي جميعا لأجل إسرائيل وبقيت أنا وحدي فحاش لي الآن أن أضن بنفسي في كل وقت ضيق فإني لست خيرا من إخوتي بل أنتقم لأمتي وللأقداس ولنسائنا وأولادنا لأن الأمم بأسرها قد آجتمعت لتدميرنا بغضا فلما سمع الشعب هذا الكلام آنتعشت أرواحهم وأجابوا بصوت عظيم قائلين أنت قائد لنا مكان يهوذا ويوناتان أخيك فحارب حربنا ومهما قلت لنا فإننا نفعله فحشد جميع رجال القتال وجد في إتمام أسوار أورشليم وحصنها مما حولها ثم وجه يوناتان بن أبشالوم إلى يافا في عدد واف من الجيش فطرد الذين كانوا فيها وأقام هناك وزحف تريفون من بطلمايس في جيش عظبم، قاصدا أرض يهوذا، ومعه يوناتان تحت الحراسة وعسكر سمعان في حاديد قبالة السهل وعلم تريفون أن سمعان قد حل محل يوناتان أخيه وأنه مزمع أن يشن الحرب عليه فأنفذ إليه رسلا يقول إننا إنما قبضنا على يوناتان أخيك لمال كان عليه للملك فيما قام به من الوظائف فأرسل الآن مئة قنطار فضة وآبنين من أبنائه رهينة لئلا يغدر بنا إذا أطلقناه، وحينئذ نطلقه وعلم سمعان أنهم إنما يكلمونه بمكر، إلا أنه أرسل من يأتي بالمال والولدين مخافة أن يجلب على نفسه عداوة شديدة من قبل الشعب فيقولوا لأنه لم يرسل إليه المال والولدين هلك فأرسل الولدين ومئة القنطار إلا أن تريفون أخلف ولم يطلق يوناتان وجاء تريفون بعد ذلك ليغزو البلاد ويدمرها ودار في الطريق إلى أدورا وكان سمعان وجيشه يقاومونه حيثما تقدم وأنفذ الذين في القلعة رسلا إلى تريفون يلحون عليه أن يأتيهم من طريق البرية ويرسل إليهم ميرة فجهز تريفون جميع فرسانه للسير لكن الثلج تكاثر جدا في ذلك الليل فآمتنع عن السير بسبب الثلج فرحل وأتى إلى أرض جلعاد ولما أن قارب بسكاما قتل يوناتان ودفنوه هناك ثم رجع تريفون وآنصرف إلى أرضه فأرسل سمعان وأخذ عظام يوناتان أخيه ودفنها في مودين مدينة آبائه وناح عليه كل إسرائيل نوحا شديدا وندبوه أياما كثيرة وشيد سمعان على قبر أبيه وإخوته بناء عاليا يرى من بعيد بحجارة مجلية من وراء ومن أمام ونصب على القبور سبعة أهرام واحدا بإزاء واحد لأبيه وأمه وإخوته الأربعة وزينها بفنون النقوش وجعل حولها أعمدة عظيمة مرسوما على الأعمدة أسلحة تخليدا لذكرهم وبجانب الأسلحة سفن منقوشة وكان يراها جميع ركاب البحر هذا هو القبر الذي صنعه بمودين وهو باق إلى هذا اليوم وسلك تريفون بالغدر مع أنطيوخس الملك الصغير وقتله وملك مكانه ولبس تاج آسية وضرب البلاد ضربة شديدة وأعاد سمعان بناء حصون اليهودية وعززها بالبروج الشامخة والأسوار العظيمة والأبواب والمزاليج، وآدخر ميرة في الحصون وآنتخب سمعان رجالا وأرسل إلى ديمتريوس الملك أن يعفي البلاد لأن كل ما فعله تريفون إنما كان آختلاسا فبعث إليه ديمتريوس الملك بهذا الكلام وأجابه وكتب إليه كتابا هذه صورته من ديمتريوس الملك إلى سمعان عظيم الكهنة وصديق الملوك وإلى الشيوخ وشعب اليهود سلام قد وصل إلينا إكليل الذهب والسعفة الني بعثتم بها إلينا وفي عزمنا أن نعقد معكم سلما تاما ونكتب إلى الموظفين أن يعفوكم مما عليكم وكل مارسمنا لكم يبقى مرسوما والحصون التي بنيتموها تكون لكم وكل ما فرط من هفوة وخطإ إلى هذا اليوم نتجاوز عنه والإكليل الذي لنا عليكم وكل رسم آخر على أورشليم نعفيكم منهما وإن كان فيكم أهل للاكتتاب في جندنا فليكتتبوا وليكن فيما بيننا سلم وفي السنة المئة والسبعين خلع نير الأمم عن إسرائيل وبدأ شعب إسرائيل يكتب في توقيع الصكوك والعقود في السنة الأولى لسمعان عظيم الكهنة قائد اليهود ورئيسهم في تلك الأيام عسكر سمعان عند جازر وحاصرها بجيوشه وصنع برجا نقالا وأدناه من المدينة وضرب أحد البروج وآستولى عليه وهجم الذين في البرج النقال علىالمدينة فوقع آضطراب شديد في المدينة وصعد الذين في المدينة مع النساء والأولاد إلى السور وهم يمزقون ثيابهم وصرخوا بصوت عظيم إلى سمعان يسألونه الأمان وقالوا لا تعاملنا بحسب مساوئنا بل بحسب رأفتك فآتفق سمعان معهم وكف عن محاربتهم ولكنه أخرجهم من المدينة وطهر البيوت التي كانت فيها أصنام ثم دخلها منشدا ومباركا وأزال منها كل نجاسة وأسكن هناك رجالا يحفظون الشريعة وحصنها وبنى فيها منزلا لنفسه وأما الذين في قلعة أورشليم فكانوا قد منعوا من الخروج ودخول البلد ومن البيع والشراء فآشتدت مجاعتهم ومات كثير منهم فصرخوا إلى سمعان يسألون الأمان فأمنهم وأخرجهم من هناك وطهر القلعة من النجاسات ودخلها اليهود في اليوم الثالث والعشرين من الشهر الثاني في السنة المئة والحادية والسبعين بالحمد وبالسعف والكنارات والصنوج والعيدان والتسابيح والأناشيد لأن العدو اللدود قد آستؤصل من إسرائيل ورسم سمعان أن يعيد ذلك اليوم بسرور كل سنة وحصن جبل الهيكل الذي بجانب القلعة وسكن هناك هو والذين معه ورأى سمعان أن يوحنا آبنه قد أصبح رجلا فجعله قائدا على جميع الجيوش وأقام في جازر

سفر المكابيين الاول الفصل الرابع عشر

وفي السنة المئة والثانية والسبعين جمع ديمتريوس الملك جيوشه وسار إلى ميديا يطلب نجدة لمحاربة تريفون وبلغ أرساكيس ملك فارس وميديا أن ديمتريوس قد دخل أراضيه فأرسل بعض قواده ليقبض عليه حيا فذهب وكسر جيش ديمتريوس وقبض عليه وأتى به أرساكيس، فوضعه في السجن فهدأت أرض يهوذا كل أيام سمعان وسعى إلى خير أمته فطاب لهم سلطانه ومجده كل الأيام وفضلا عن ذلك المجد كله إتخذ يافا مرسى وفتح مجازا لجزر البحر ووسع أراضي أمته وقبض بيده على البلاد وجمع أسرى كثيرين إستولى على جازر وبيت صور والقلعة وأخرج منها النجاسات ولم يكن من يقاومه كان الناس يفلحون أرضهم بسلام والأرض تعطي غلاتها وأشجار الحقول ثمارها وكان الشيوخ يجلسون في الساحات يتحدثون جميعا عن الآزدهار والشبان يتسربلون بالبهاء وبحلل الحرب أمد المدن بالميرة وعززها بالتحصينات فذاع ذكر مجده إلى أقاصى الأرض أحل السلم في أرضه وسر إسرائيل سرورا عظيما جلس كل واحد تحت كرمته وتينته ولم يكن من يفزعهم لم يبق في الأرض من يحاربهم وقد سحق الملوك في تلك الأيام كان نصرة لكل وضيع في شعبه وغار على الشريعة وآستأصل كل أثيم وشرير عظم الأقداس وأكثر من الآنية المقدسة وبلغ خبر وفاة يوناتان إلى رومة وإسبرطة فأسفوا أسفا شديدا وبلغهم أن سمعان أخاه قد تقلد الكهنوت الأعظم مكانه وأن البلاد وما بها من المدن قد صارت تحت سلطانه فكتبوا إليه في ألواح من نحاس يجددون معه ما كانوا قد عقدوه مع يهوذا ويوناتان أخويه من المصادقة والتحالف فقرئت الألواح أمام الجماعة في أورشليم وهذه صورة الكتب التي بعث بها الإسبر طيون من حكام الإسبرطيين ومن مدينتهم إلى سمعان عظيم الكهنة وإلى الشيوخ والكهنة وسائر شعب يهوذا إخوينا سلام لقد أخبرنا الرسل الذين أنفذتموهم إلى شعبنا بما أنتم عليه من المجد والكرامة فسررنا بقدومهم ودونا ما قالوه في قرارات الشعب على الوجه التالي قدم علينا نومانيوس بن أنطيوخس وأنتيباتير بن ياسون رسولا اليهود ليجددا ما بيننا من الصداقة فحسن لدى الشعب أن يستقبل الرجلين بإكرام ويضع صورة كلامهما في سجلات الشعب العامة لتكون تذكارا عند شعب الإسبرطيين وقد كتبت نسخة منها إلى سمعان عظيم الكهنة وبعد ذلك أرسل سمعان نومانيوس إلى رومة ومعه ترس كبير من الذهب قيمته ألف منا ليقر التحالف بينه وبينهم فلما سمع الشعب ذلك قال بماذا نكافئ سمعان وبنيه؟فلقد ثبت هو وإخوته وبيت أبيه ورد عن إسرائيل أعداءه بالقتال واعاد إليه حريته فكتبوا في ألواح من نحاس جعلوها على أنصاب في جبل صهيون وهذه صورة الكتابة في اليوم الثامن عشر من شهر أيلول في السنة المئة والثانية والسبعبن وهي السنة الثالثة لسمعان عظيم الكهنة السامي في حصرمئيل في مجمع عظيم من الكهنة والشعب ورؤساء الأمة وشيوخ البلاد ثبت عندنا هذا وقد وقعت حروب كثيرة في البلاد فألقى سمعان بن متتيا من بني ياريب وإخوته بأنفسهم في المخاطر وقاوموا أعداء أمتهم صيانة لأقداسهم والشريعة وأولوا أمتهم مجدا كبيرا وجمع يوناتان شمل أمته وتقلد فيهم الكهنوت الأعظم ثم آنضم إلى قومه فهم أعداء اليهود بالغارة على أرضهم ليدمروا بلادهم ويلقوا أيديهم على أقداسهم حينئذ نهض سمعان وقاتل عن أمته وأنفق كثيرا من أمواله وسلح رجال البأس من أمته ودفع لهم الرواتب وحصن مدن اليهودية وبيت صور التي عند حدود اليهودية حيث كانت أسلحة الاعداء من قبل وجعل هناك حرسا من رجال اليهود وحصن يافا التي على البحر وجازر التي عند حدود أشدود، حيث كان الأعداء مقيمين من قبل وأسكن هناك يهودا وجعل فيهما كل ما يلزم لمعيشتهم فلما رأى الشعب وفاء سمعان والمجد الذي شرع في إنشاثه لأمته أقاموه قائدا لهم وعظيم كهنة، لما صنعه من ذلك كله ولأجل عدله والوفاء الذي حفظه لأمته وسعيه إلى رفع شأن شعبه بجميع الوجوه وفي أيامه تم النجاح عن يده بإجلاء الأمم عن البلاد وطرد الذين في مدينة داود بأورشليم وكانوا قد بنوا لأنفسهم قلعة يخرجون منها وينجسون ما حول الأقداس ويمسون الطهارة مسا بالغا وأسكن فيها جنودا من اليهود وحصنها لصيانة البلاد والمدينة ورفع أسوار أورشليم وأقره الملك ديمتريوس في الكهنوت الأعظم وجعله من أصدقائه وعظمه جدا فقد بلغ الملك أن الرومانيين يسمون اليهود أصدقاء وحلفاء لهم وإخوة وقد آستقبلوا رسل سمعان بإكرام وأن اليهود وكهنتهم قد حسن لديهم أن يكون سمعان قائدا وعظيم كهنة للأبد إلى أن يقوم نبي أمين ويكون قائدا لهم ويهتم بالأقداس ويقيم منهم أناسا على الأعمال والبلاد والأسلحة والحصون ويهتم بالأقداس وأن يطيعه الجميع وتكتب بآسمه جميع الصكوك في البلاد ويلبس الأرجوان والذهب ولا يحل لأحد من الشعب والكهنة أن ينقض شيئا من ذلك أو يخالف شيئا مما يأمر به أو يعقد آجتماعا بدون علمه في البلاد أو يلبس الأرجوان وعروة الذهب ومن فعل خلاف ذلك ونقض شيئا منه فهو يستوجب العقاب وقد رضي الشعب كله بأن يولي سمعان حق العمل بكل هذا الكلام وقبل سمعان ورضي أن يكون عظيم كهنة وقائدا ورئيسا لأمة اليهود وللكهنة ويكون على رأس الجميع ورسموا أن تدون هذه الكتابة في ألواح من نحاس توضع في رواق الأقداس في موضع منظور وتوضع صورها في الخزانة حتى تبقى في تصرف سمعان وبنيه

سفر المكابيين الاول الفصل الخامس عشر

وبعث أنطيوخس بن ديمتريوس الملك بكتاب من جزر البحر إلى سمعان الكاهن رئيس أمة اليهود وإلى الشعب كله وهذه فحواه من أنطيوخس الملك إلى سمعان عظيم الكهنة رئيس الأمة وإلى شعب اليهود سلام لما كان قوم من ذوي الفساد قد تسلطوا على مملكة آبائنا وأني أريد أن أطالب بالمملكة حتى أعيدها إلى ما كانت عليه من قبل وأني حشدت جيوشا كثيرة وجهزت أسطولا للحرب وأني عازم على النزول في البلاد لأنتقم من الذين دمروا بلادنا وخربوا مدنا كثيرة في مملكتي فإني أقر لك كل إعفاء منحك الملوك إياه من قبلي وكل ما أعفوك منه من التقادم وقد أذنت لك أن تضرب نقودا خاصة تكون متداولة في بلادك وأن تكون أورشليم والأقداس حرة وأن يبقى لك كل ما صنعته من الأسلحة وبنيته من الحصون التي تشغلها وأن تعفى من كل ضريبة ملكية كانت فيما سلف أو تكون فيما يأتي على طول الزمان وإذا فزنا بمملكتنا عظمناك أنت وأمتك والهيكل تعظيما كبيرا حتى يتلألأ مجدكم في الأرض كلها وفي السنة المئة والرابعة والسبعين خرج أنطيوخس إلى أرض آبائه فآجتمع إليه جميع الجيوش حتى لم يبق مع تريفون إلا نفر يسير فتعقبه أنطيوخس الملك فمضى هاربا إلى دورا التي على البحر لعلمه بأن الشرور قد تراكمت عليه وأن الجيوش قد خذلته فعسكر أنطيوخس عند دورا ومعه مئة وعشرون ألفا من رجال الحرب وثمانية آلاف فارس وطوق المدينة وتقدم الأسطول من جانب البحر فضايق الخناق على المدينة برا وبحرا ولم يدع أحدا يدخل أو يخرج وقدم نومانيوس والذين معه من رومة ومعهم كتب إلى الملوك والبلاد كتب فيها ما يلي من لوقيوس قنصل الرومانيين إلى بطليمس الملك سلام لقد أتانا رسل اليهود أصدقائنا وأنصارنا يجددون قديم المصادقة والتحالف مرسلين من قبل سمعان عظيم الكهنة وشعب اليهود ومعهم ترس من ذهب قيمته ألف منا فلذلك رأينا أن نكتب إلى الملوك والبلاد أن لا يسعوا للإساءة إليهم ولا يشنوا عليهم حربا ولا على مدنهم وبلادهم ولا يناصروا من يحاربهم وحسن لدينا أن نقبل منهم الترس فإن فر إليكم من بلادهم بعض من رجال الفساد فأسلموهم إلى سمعان عظيم الكهنة ليعاقبهم كما تقضي شريعتهم وكتب بمثل ذلك إلى ديمتريوس الملك وأتالس وأرياراطيس وأرساكيس وإلى جميع البلاد إلى لمساكس وإسبرطة وديلس ومندس وسيكيون وكارية وسامس وبمفيلية وليقية وأليكرنس ورودس وفسيليس وكوس وسيدن وأرادس وجرتينة وقنيدس وتبرس وقيرين وكتبوا بنسخة تلك الكتب إلى سمعان عظيم الكهنة وعسكر أنطيوخس الملك عند دورا في الضاحية ولم يزل يضيق عليها ويصنع المجانيق وطوق تريفون لئلا يدخل أحد ويخرج فأرسل إليه سمعان ألفي رجل منتخبين نجدة له وفضة وذهبا وعتادا كثيرا فأبى أنطيوخس أن يقبلها ونقض كل ما كان عاهده به من قبل وآنقلب عليه وأرسل إليه أتينوبيوس أحد أصدقائه ليفاوضه قائلا إنكم مستولون على يافا وجازر والقلعة التي في أورشليم وهي من مدن مملكتي وقد أتلفتم أراضيها وضربتم البلاد ضربة شديدة وتسلطتم على أماكن كثيرة في مملكتي فأسلموا الآن المدن التي آستوليتم عليها وأدوا ضرائب الأماكن التي تسلطتم عليها في خارج حدود اليهودية وإلا فأدوا عنها خمس مئة قنطار فضة وعن الإتلاف الذي أتلفتموه وعن ضرائب المدن خمس مئة قنطار أخرى وإلا آتيناكم محاربين فجاء أتينوبيوس صديق الملك إلى أورشليم وشاهد مجد سمعان وخزانة آنييه من الفضة والذهب وأبهة عظيمة فبهت وأخبره بكلام الملك فأجاب سمعان وقال له لم نأخذ أرضا غريبة ولم نستول على شيء لغريب ولكنه ميراث آبائنا الذي كان أعداؤنا قد آستولوا عليه حينا من الزمن فلما سنحت لنا الفرصة استرددنا ميراث آبائنا فأما يافا وجازر اللتان نطالب بهما فإنهما كانتا تنزلان بالشعب مصيبة كبيرة وتتلفان بلادنا غير أننا نؤدي عنهما مئة قنطار فلم يجبه اتينوبيوس بكلمة ورجع إلى الملك غاضبا وأخبره بهذا الكلام وبمجد سمعان وكل ما شاهده فغضب الملك غضبا شديدا وركب تريفون سفينة وفر الى أرطوسياس ففوض الملك قيادة الساحل إلى قندباوس وجعل تحت يده جنودا من المشاة وفرسانا وأمره أن يعسكر أمام اليهودية وأوعز إليه أن يعيد بناء قدرون ويحصن أبوابها ويقاتل الشعب أما الملك فقد تعقب تريفون فبلغ قندباوس إلى يمنيا وجعل يستفز الشعب ويجتاح اليهودية ويسبي الشعب ويقتل وأعاد بناء قدرون وجعل فيها فرسانا وجنودا ليخرجوا وينتشروا في طرق اليهودية كما أمره الملك

سفر المكابيين الاول الفصل السادس عشر

فصعد يوحنا من جازر وأخبر سمعان أباه بما صنع قندباوس فدعا سمعان آبنيه الأكبرين يهوذا ويوحنا وقال لهما لم نزل أنا وإخوتي وبيت أبى نحارب حروب إسرائيل منذ صغرنا إلى هذا اليوم وقد نجح عن يدنا خلاص إسرائيل مرارا كثيرة والآن فقد شخت وأنتما برحمة الله قد بلغتما أشدكما فحلا محلي ومحل أخي وآخرجا وقاتلا عن أمتكما وليكن عون السماء معكا وآنتخب من البلاد عشرين ألفا من رجال الحرب وفرسانا فزحفوا على قندباوس وباتوا في مودين ثم بكروا في الغد وذهبوا الى السهل فإذا تلقاءهم جيش عظيم من المشاة والفرسان وكان بين الفريقين واد فعسكر يوحنا بإزائهم هو ورجاله ورأى الرجال خائفين من عبور الوادي فعبر هو أولا فلما رآه الرجال عبروا وراءه ففرق الشعب إلى فرقتين وجعل الفرسان في وسط المشاة لأن فرسان العدو كانوا كثيرين جدا ثم نفخوا في الأبواق فآنكسر قندباوس وجيشه وسقط منهم قتلى كثيرون وفر الباقون إلى الحصن حينئذ جرح يهوذا أخو يوحنا وتعقبهم يوحنا حتى بلغ قندباوس إلى قدرون التي أعاد بناءها ففر الأعداء إلى البروج التي في أرض أشدود فأحرقها يوحنا بالنار فسقط منهم ألفا رجل ثم رجع إلى أرض يهوذا بسلام وكان بطليمس بن أبوبس قد أقيم قائدا في بقعة أريحا وكان عنده من الفضة والذهب شيء كثير لأنه كان صهر عظيم الكهنة فتشامخ في قلبه وسعى أن يستولي على البلاد وقد نوى الغدر بسمعان وبنيه حتى يهلكهم وكان سمعان يجول في مدن البلاد يهتم بشؤونها فنزل إلى أريحا هو ومتتيا ويهوذا آبناه في السنة المئة والسابعة والسبعين في شهر شباط فآستقبلهم آبن أبوبس في حصين كان قد بناه يقال له دوق وهو يضمر لهم الغدر وأقام لهم مأدبة عظيمة وأخفى هناك رجالا فلما سكر سمعان وبنوه قام بطليمس ومن معه وأخذوا سلاحهم ووثبوا على سمعان في قاعة المأدبة وقتلوه هو وآبنيه وبعضا من خدامه وخان هكذا خيانة شنيعة وكافأ الخير بالشر ثم كتب بطليمس بذلك وأرسل إلى الملك أن يوجه إليه جيشا لنجدته فيسلم إليه البلاد والمدن ووجه قوما آخرين إلى جازر لإهلاك يوحنا وأرسل كتبا إلى رؤساء الألوف أن يأتوه حتى يعطيهم فضة وذهبا وهدايا وأرسل آخرين ليستولوا على أورشليم وجبل الهيكل فسبق واحد وأخبر يوحنا في جازر بهلاك أبيه وأخويه وأن بطليمس قد بعث من يقتله فلما سمع ذلك بهت كثيرا وقبض على الرجال الذين أتوا ليقتلوه وقتلهم لعلمه أنهم يريدون إهلاكه وبقية أخبار يوحنا وحروبه والمآثر التي قام بها والأسوار التي بناها وسائر أعماله مكتوبة في كتاب أيام كهنوته الأعظم منذ أن تقفد الكهنوت الأعظم بعد أبيه

فقد حصن سمعان مدن اليهود واستولى على يافا وجازر وقلعة اورشليم في حزيران سنة 141 قبل الميلاد

سفر المكابيين الاول 13 / 51

ودخلها اليهود في اليوم الثالث والعشرين من الشهر الثاني في السنة المئة والحادية والسبعين بالحمد وبالسعف والكنارات والصنوج والعيدان والتسابيح والأناشيد لأن العدو اللدود قد آستؤصل من إسرائيل

وفي ايار سنة 142 قبل الميلاد اعاد العلاقات بديمتريوس الثاني الذي ثبت الميثاق الممنوح في السنة 145 قبل الميلاد

سفر المكابيين الاول 13 / 35

فبعث إليه ديمتريوس الملك بهذا الكلام وأجابه وكتب إليه كتابا هذه صورته

سفر المكابيين الاول 11 / 30

من ديمتريوس الملك إلى يوناتان أخيه وأمة اليهود سلام

وفي السنة 139 قبل الميلاد أسر البرئيون ديمتريوس الثاني فصنع أخوه انطيوخس السابع مثل في ذلك

سفر المكابيين الاول 15 / 1

وبعث أنطيوخس بن ديمتريوس الملك بكتاب من جزر البحر إلى سمعان الكاهن رئيس أمة اليهود، وإلى الشعب كله

ولكنه بعد ان تخلص من تريفون انقلب على سمعان في

سفر المكابيين الاول 15 / 25 - 41

وقدم نومانيوس والذين معه من رومة ومعهم كتب إلى الملوك والبلاد كتب فيها ما يلي من لوقيوس قنصل الرومانيين إلى بطليمس الملك سلام لقد أتانا رسل اليهود أصدقائنا وأنصارنا يجددون قديم المصادقة والتحالف مرسلين من قبل سمعان عظيم الكهنة وشعب اليهود ومعهم ترس من ذهب قيمته ألف منا فلذلك رأينا أن نكتب إلى الملوك والبلاد أن لا يسعوا للإساءة إليهم ولا يشنوا عليهم حربا ولا على مدنهم وبلادهم ولا يناصروا من يحاربهم وحسن لدينا أن نقبل منهم الترس فإن فر إليكم من بلادهم بعض من رجال الفساد فأسلموهم إلى سمعان عظيم الكهنة ليعاقبهم كما تقضي شريعتهم وكتب بمثل ذلك إلى ديمتريوس الملك وأتالس وأرياراطيس وأرساكيس وإلى جميع البلاد إلى لمساكس وإسبرطة وديلس ومندس وسيكيون وكارية وسامس وبمفيلية وليقية وأليكرنس ورودس وفسيليس وكوس وسيدن وأرادس وجرتينة وقنيدس وتبرس وقيرين وكتبوا بنسخة تلك الكتب إلى سمعان عظيم الكهنة وعسكر أنطيوخس الملك عند دورا في الضاحية ولم يزل يضيق عليها ويصنع المجانيق وطوق تريفون لئلا يدخل أحد ويخرج فأرسل إليه سمعان ألفي رجل منتخبين نجدة له وفضة وذهبا وعتادا كثيرا فأبى أنطيوخس أن يقبلها ونقض كل ما كان عاهده به من قبل وآنقلب عليه وأرسل إليه أتينوبيوس أحد أصدقائه ليفاوضه قائلا إنكم مستولون على يافا وجازر والقلعة التي في أورشليم وهي من مدن مملكتي وقد أتلفتم أراضيها وضربتم البلاد ضربة شديدة وتسلطتم على أماكن كثيرة في مملكتي فأسلموا الآن المدن التي آستوليتم عليها وأدوا ضرائب الأماكن التي تسلطتم عليها في خارج حدود اليهودية وإلا فأدوا عنها خمس مئة قنطار فضة وعن الإتلاف الذي أتلفتموه وعن ضرائب المدن خمس مئة قنطار أخرى وإلا آتيناكم محاربين فجاء أتينوبيوس صديق الملك إلى أورشليم وشاهد مجد سمعان وخزانة آنييه من الفضة والذهب وأبهة عظيمة فبهت وأخبره بكلام الملك فأجاب سمعان وقال له لم نأخذ أرضا غريبة ولم نستول على شيء لغريب ولكنه ميراث آبائنا الذي كان أعداؤنا قد آستولوا عليه حينا من الزمن فلما سنحت لنا الفرصة استرددنا ميراث آبائنا فأما يافا وجازر اللتان نطالب بهما فإنهما كانتا تنزلان بالشعب مصيبة كبيرة وتتلفان بلادنا غير أننا نؤدي عنهما مئة قنطار فلم يجبه اتينوبيوس بكلمة ورجع إلى الملك غاضبا وأخبره بهذا الكلام وبمجد سمعان وكل ما شاهده فغضب الملك غضبا شديدا وركب تريفون سفينة وفر الى أرطوسياس ففوض الملك قيادة الساحل إلى قندباوس وجعل تحت يده جنودا من المشاة وفرسانا وأمره أن يعسكر أمام اليهودية وأوعز إليه أن يعيد بناء قدرون ويحصن أبوابها ويقاتل الشعب أما الملك فقد تعقب تريفون فبلغ قندباوس إلى يمنيا وجعل يستفز الشعب ويجتاح اليهودية ويسبي الشعب ويقتل وأعاد بناء قدرون وجعل فيها فرسانا وجنودا ليخرجوا وينتشروا في طرق اليهودية كما أمره الملك

وكان سمعان طاعناً في السن فسلم القيادة لابنه يوحنا هرقانس فكسر يوحنا قندباوس وكان انطيوخس السابع قد ولاه على الساحل في

سفر المكابيين الاول 16 / 1 - 10

فصعد يوحنا من جازر وأخبر سمعان أباه بما صنع قندباوس فدعا سمعان آبنيه الأكبرين يهوذا ويوحنا وقال لهما لم نزل أنا وإخوتي وبيت أبى نحارب حروب إسرائيل منذ صغرنا إلى هذا اليوم وقد نجح عن يدنا خلاص إسرائيل مرارا كثيرة والآن فقد شخت وأنتما برحمة الله قد بلغتما أشدكما فحلا محلي ومحل أخي وآخرجا وقاتلا عن أمتكما وليكن عون السماء معكا وآنتخب من البلاد عشرين ألفا من رجال الحرب وفرسانا فزحفوا على قندباوس وباتوا في مودين ثم بكروا في الغد وذهبوا الى السهل فإذا تلقاءهم جيش عظيم من المشاة والفرسان وكان بين الفريقين واد فعسكر يوحنا بإزائهم هو ورجاله ورأى الرجال خائفين من عبور الوادي فعبر هو أولا فلما رآه الرجال عبروا وراءه ففرق الشعب إلى فرقتين وجعل الفرسان في وسط المشاة لأن فرسان العدو كانوا كثيرين جدا ثم نفخوا في الأبواق فآنكسر قندباوس وجيشه وسقط منهم قتلى كثيرون وفر الباقون إلى الحصن حينئذ جرح يهوذا أخو يوحنا وتعقبهم يوحنا حتى بلغ قندباوس إلى قدرون التي أعاد بناءها ففر الأعداء إلى البروج التي في أرض أشدود فأحرقها يوحنا بالنار فسقط منهم ألفا رجل ثم رجع إلى أرض يهوذا بسلام

وبعد ذلك بقليل قتل سمعان عن يد صهره ولكن يوحنا هرقانس أحبط حيل سمعان هذا واستولى على السلطة في

سفر المكابيين الاول 16 / 11 - 24

وكان بطليمس بن أبوبس قد أقيم قائدا في بقعة أريحا وكان عنده من الفضة والذهب شيء كثير لأنه كان صهر عظيم الكهنة فتشامخ في قلبه وسعى أن يستولي على البلاد وقد نوى الغدر بسمعان وبنيه حتى يهلكهم وكان سمعان يجول في مدن البلاد يهتم بشؤونها فنزل إلى أريحا هو ومتتيا ويهوذا آبناه في السنة المئة والسابعة والسبعين في شهر شباط فآستقبلهم آبن أبوبس في حصين كان قد بناه يقال له دوق وهو يضمر لهم الغدر وأقام لهم مأدبة عظيمة وأخفى هناك رجالا فلما سكر سمعان وبنوه قام بطليمس ومن معه وأخذوا سلاحهم ووثبوا على سمعان في قاعة المأدبة وقتلوه هو وآبنيه وبعضا من خدامه وخان هكذا خيانة شنيعة وكافأ الخير بالشر ثم كتب بطليمس بذلك وأرسل إلى الملك أن يوجه إليه جيشا لنجدته فيسلم إليه البلاد والمدن ووجه قوما آخرين إلى جازر لإهلاك يوحنا وأرسل كتبا إلى رؤساء الألوف أن يأتوه حتى يعطيهم فضة وذهبا وهدايا وأرسل آخرين ليستولوا على أورشليم وجبل الهيكل فسبق واحد وأخبر يوحنا في جازر بهلاك أبيه وأخويه وأن بطليمس قد بعث من يقتله فلما سمع ذلك بهت كثيرا وقبض على الرجال الذين أتوا ليقتلوه وقتلهم لعلمه أنهم يريدون إهلاكه وبقية أخبار يوحنا وحروبه والمآثر التي قام بها والأسوار التي بناها وسائر أعماله مكتوبة في كتاب أيام كهنوته الأعظم منذ أن تقفد الكهنوت الأعظم بعد أبيه

كان سمعان قد جدد التحالف مع اسبرطة وروما في 

سفر المكابيين الاول 14 / 16 - 24

وبلغ خبر وفاة يوناتان إلى رومة وإسبرطة فأسفوا أسفا شديدا وبلغهم أن سمعان أخاه قد تقلد الكهنوت الأعظم مكانه وأن البلاد وما بها من المدن قد صارت تحت سلطانه فكتبوا إليه في ألواح من نحاس يجددون معه ما كانوا قد عقدوه مع يهوذا ويوناتان أخويه من المصادقة والتحالف فقرئت الألواح أمام الجماعة في أورشليم وهذه صورة الكتب التي بعث بها الإسبر طيون من حكام الإسبرطيين ومن مدينتهم إلى سمعان عظيم الكهنة وإلى الشيوخ والكهنة وسائر شعب يهوذا إخوينا سلام لقد أخبرنا الرسل الذين أنفذتموهم إلى شعبنا بما أنتم عليه من المجد والكرامة فسررنا بقدومهم ودونا ما قالوه في قرارات الشعب على الوجه التالي قدم علينا نومانيوس بن أنطيوخس وأنتيباتير بن ياسون رسولا اليهود ليجددا ما بيننا من الصداقة فحسن لدى الشعب أن يستقبل الرجلين بإكرام ويضع صورة كلامهما في سجلات الشعب العامة لتكون تذكارا عند شعب الإسبرطيين وقد كتبت نسخة منها إلى سمعان عظيم الكهنة وبعد ذلك أرسل سمعان نومانيوس إلى رومة ومعه ترس كبير من الذهب قيمته ألف منا ليقر التحالف بينه وبينهم

سفر المكابيين 15 / 15 - 24

وقدم نومانيوس والذين معه من رومة ومعهم كتب إلى الملوك والبلاد كتب فيها ما يلي من لوقيوس قنصل الرومانيين إلى بطليمس الملك سلام لقد أتانا رسل اليهود أصدقائنا وأنصارنا يجددون قديم المصادقة والتحالف مرسلين من قبل سمعان عظيم الكهنة وشعب اليهود ومعهم ترس من ذهب قيمته ألف منا فلذلك رأينا أن نكتب إلى الملوك والبلاد أن لا يسعوا للإساءة إليهم ولا يشنوا عليهم حربا ولا على مدنهم وبلادهم ولا يناصروا من يحاربهم وحسن لدينا أن نقبل منهم الترس فإن فر إليكم من بلادهم بعض من رجال الفساد فأسلموهم إلى سمعان عظيم الكهنة ليعاقبهم كما تقضي شريعتهم وكتب بمثل ذلك إلى ديمتريوس الملك وأتالس وأرياراطيس وأرساكيس وإلى جميع البلاد إلى لمساكس وإسبرطة وديلس ومندس وسيكيون وكارية وسامس وبمفيلية وليقية وأليكرنس ورودس وفسيليس وكوس وسيدن وأرادس وجرتينة وقنيدس وتبرس وقيرين وكتبوا بنسخة تلك الكتب إلى سمعان عظيم الكهنة

وكان على صلة بالممالك والمدن الواقعة على شرق البحر الابيض المتوسط

اعداد الشماس سمير كاكوز

تعليقات