المشاركات

مقدمة كتاب سفر المكابيين الاول

يرجع عنوان كتابي المكابيين إلى اللقب الذي أعطي ليهوذا البطل الرئيس ثم لأخويه يوناثان وسمعان وهم يجسدون قصة الشعب اليهودي حين ثاروا على النظام الذي فرضه عليهم الملوك السلوقيون خلفاء الإسكندر الكبير والمالكون في أنطاكية بسوريا أما الملوك فهم سلوقس الرابع سنة 187 ، 175 قبل الميلاد وأنطيوخس الرابع أبيفانيوس سنة 175 ، 164 قبل الميلاد وأنطيوخس الخامس سنة 164 ، 162 قبل الميلاد وطيمتريوس الأول سنة 162 ، 150 قبل الميلاد واسكندر بالاس سنة 150 ، 145 قبل الميلاد وأخيراً الملكان المتنافسان ديمتريوس الثاني سنة 145 ، 138 قبل الميلاد وانطيوخس السادس سنة 145 ، 142 قبل الميلاد كتاب المكابيين الأول هو ترجمة يونانية عن أصل عبري ضاع وهو يغطي الحقبة الواقعة بين سنة 175 ، 134 قبل الميلاد يذكر حكم الإسكندر المقدوني الملقب بالكبير وخلفائه السلوقيين وبخاصة سياسة انطيوخس الرابع الذي حاول فرض عادات اليونان وعباداتهم على اليهود وكانت سياسته من العنف بحيث آثارت تمرد الكاهن متثياس وأولاده 1 مكابيين الفصل الأول قاد يهوذا المكاببي الحرب من سنة 166 ، 160 قبل الميلاد ذد القواد الذين تعاقبوا على رأس الجيش السلوقي ليسياس

موت الإسكندر واقتسام مملكته / 1 مكابيين 1 : 1 - 64

1 كان الإسكندر بن فيلبس المكدوني من بلاد كتيم أول ملك على اليونان هاجم داريوس ملك فارس وماداي فقهره وملك مكانه 2 ثم شن حروبا كثيرة واستولى على حصون متعددة وقتل الكثير من الملوك 3 واجتاز إلى أقاصي الأرض واجتاح أمة بعد أمة حتـى إن الجميع استسلموا إليه فاعتز بنفسه وملأ الطموح قلبه 4 فجهز جيشا قويا جدا وأخضع شعوبا وبلدانا وأجبر ملوكها على أن يدفعوا الجزية 5 وبعد ذلك مرض الإسكندر وأحس بالموت 6 فاستدعى كبار رجاله الموالين له والـذين نشأوا معه منذ صباه فقسم مملكته بينهم قبل وفاته 7 وحين مات كان أتم اثنتي عشرة سنة من الحكم 8 وبعد موته تسلم كل واحد من رجاله حصته من المملكة 9 وحكمها هو وبنوه بعده سنين طويلة فكثرت الشرور في الأرض  أنطيوخس أبـيفانيوس 10 فخرج منهم رجل شرير اسمه أنطيوخس الملقب بأبـيفانيوس وهو ابن أنطيوخس الملك بعد أن كان رهينة في رومة وملك على انطاكية في السنة المئة والسابعة والثلاثين من مملكة اليونان 11 وفي تلك الأيام ظهر في أرض إسرائيل رجال أشرار فضللوا كثيرين وقال بعضهم لبعض تعالوا نتحالف مع الأمم حولنا لأننا منذ انفصلنا عنهم توالت علينا المصائب 12 فاقتنع كثيرين بهذا القول 13 حتـ

نواح الكاهن متثيا / 1 مكابيين 2 : 1 - 70

1 وفي تلك الأيام خرج من أورشليم متثيابن يوحنا بن سمعان وهو كاهن من بني يوياريب وسكن في مودين 2 وكان له خمسة بنين وهم يوحنا الملقب بكديس 3 وسمعان المسمى بطسي 4 ويهوذا الملقب بالمكابـي 5 وإلعازر الملقب بأوران ويوناثان الملقب بأفوس 6 ولما رأى متثيا الرذائل الـتي كانت تمارس في يهوذا وأورشليم 7 قال ويل لي لماذا ولدت لأرى هذا الشقاء الـذي يعانيه شعبـي في أورشليم المدينة المقدسة؟لماذا أبقى هنا بعد سقوطها في أيدي الأعداء وسقوط هيكل الرب في أيدي الغرباء؟ 8 ها هيكلها كرجل فقد هيبته 9 وآنية مجدها أخذت في السبـي وأطفالها قتلوا في الشوارع وفتيانها سقطوا بسيف العدو 10 أية أمة لم يكن لها نصيب منها ولم تنل شيئا من مغانمها؟ 11 حلاها نزعت عنها وحريتها صارت عبودية 12 وها هيكلنا جلالنا ومجدنا دنسته الأمم 13 فما الغاية من حياتنا بعد الان؟ 14 ومزق متثيا وبنوه ألبستهم واتشحوا بالمسوح وناحوا نواحا شديدا ثورة متثيا من مودين 15 وفي ذلك الوقت كان الـذين أرسلهم الملك لـيجبروا الناس على عصيان شريعة الرب وأحكامه وصلوا إلى مدينة مودين لـيقدموا الذبائـح للأصنام 16 فجاء إليهم جمع كبـير من بني إسرائيل بمن فيهم متثيا وب

مديح يهوذا المكابـي / 1 مكابيين 3 : 1 - 59

1 وحل يهوذا المسمى بالمكابـي مكان أبـيه متثيا 2 وكان جميع إخوته وأنصار أبـيه عونا له يحاربون بحماسة من أجل شعب إسرائيل 3 فجلب العز لشعبه تدرع بسلاح الحرب وبسيفه حمى جنوده في المعارك 4 في هجماته كان كالأسد وكالشبل إذا زأر على فريسته 5 طارد الأشرار وأحرق الـذين ظلموا شعبه 6 فتراجع الأشرار خوفا منه وعلى الآثمين استولى الاضطراب لان الخلاص ازدهر على يده 7 أحزن ملوكا كثيرين وأفرح بني يعقوب بأعماله فإلى الأبد مبارك ذكره 8 جال في مدن يهوذا وفيها قضى على الكفرة ومن غضب الرب 9 خلص إسرائيل خلص من كانوا على حافة الفناء وإلى أقاصي الأرض ذاع صيته  انتصارات يهوذا الأولى 10 وحشد أبولونيوس جيشا من الأمم الغريبة ومن السامرة ليحارب بني إسرائيل 11 فلما علم يهوذا بالخبر خرج للقائه فهزمه وقتله وسقط من جنود أبولونيوس كثيرون وانهزم الباقون 12 واستولى يهوذا على غنائمهم ومن ذلك سيف أبولونيوس وظل يقاتل به طوال حياته 13 وسمع سارون قائد جيش سورية أن يهوذا حشد جيشا من المؤمنين المتحمسين للقتال معه 14 فقال سارون في نفسه أقيم لنفسي إسما وعزا في المملكة إذا قاتلت يهوذا وأنصاره الـذين يستهينون بأمر الملك 15 فأخذ يستعد

معركة عماوس / 1 مكابيين 4 : 1 - 61

1 وجهز جورجياس خمسة آلاف جندي من المشاة وألف فارس من خيرة الفرسان وخرج بهم من المعسكر في الليل لـيهاجموا المواقـع اليهودية ويوجهوا إليها ضربة مفاجئة 2 وكان يرافقه في ذلك الهجوم رجال من أهل القلعة في أورشليم كمرشدين له 3 لكن يهوذا علم بالأمر 4 فسار على رأس رجاله الأشداء لـيتصدى في عماوس لجيش الملك مبتعدين بذلك عن معسكرهم 5 فلما وصل جورجياس إلى معسكر اليهود ليلا ولم يجد أحدا ظن أنهم هربوا إلى الجبال فسار إلى اللحاق بهم 6 ولكن ما إن طلع الفجر حتـى ظهر يهوذا في السهل ومعه ثلاثة آلاف رجل لم يكونوا كلهم مسلحين بالدروع والسيوف كما كانوا يرغبون 7 بخاصة عندما رأوا جيش الغرباء قويا ومدرعا ومدربا على القتال ومحاطا بالخيل لحمايته 8 فقال يهوذا لرجاله لا تخافوا من كثرتهم ولا ترتعبوا حين يهجمون عليكم 9 تذكروا كيف نجا آباؤنا في البحر الأحمر حين حاول فرعون وجيشه اللحاق بهم 10 والآن دعونا نصرخ إلى إله السماء لـيرحمنا ويتذكَّر عهده لآبائنا ويحطم هذا الجيش أمامنا اليوم 11 حتـى تعلم كل الأمم أن لبني إسرائيل إلها يفديهم ويخلصهم 12 ورفع جيش الغرباء عيونهم فرأوا يهوذا ورجاله مقبلين عليهم 13 فخرجوا من المعسكر

الحرب مع الأمم المجاورة / 1 مكابيين 5 : 1 - 68

1 ولما سمعت الأمم المجاورة أن اليهود بنوا المذبح ورمموا الهيكل وأعادوه كما كان من قبل استاؤوا جدا 2 فارتأوا أن يقضوا على جميع الـذين يعيشون بينهم من نسل يعقوب فأخذوا يقتلونهم ويفتكون بهم 3 وكان بنو عيسو في أدوم يحاصرون بني إسرائيل فتصدى لهم يهوذا عند أقربتين وسحقهم وسلب غنائمهم 4 وتذكر الضرر الـذي كان يلحقه بنو بيان بشعب إسرائيل وكيف كانوا يكمنون لهم على الطرق 5 فحاصرهم في قلاعهم وأشعل النار فيها وأحرقها بكل من كان فيها 6 وبعد ذلك عبر إلى أرض بني عمون فلقي هناك جيشا كبـيرا قويا بقـيادة تيموثاوس 7 فحاربهم في معارك كثيرة وهزمهم وفتك بهم 8 واحتل يعزير وجوارها قبل أن يعود إلى اليهودية اليهود يستنجدون بـيهوذا 9 وتجمع الـذين في جلعاد من الأمم الغريبة لمهاجمة من كان في ديارهم من اليهود والقضاء عليهم فهرب هؤلاء إلى قلعة داتيما 10 وأرسلوا إلى يهوذا وإخوته يقولون لهم تجمعت علينا الأمم المحيطة بنا لإبادتنا 11 وهم يتأهبون بقـيادة تيموثاوس للهجوم على القلعة الـتي لجأنا إليها واحتلالها 12 فأسرعوا الآن وأنقذونا من أيديهم لان كثرين منا قتلوا 13 وقتل العدو إخوتنا من بني قومنا في أرض طوبـيا وسبـى نساءهم

نهاية أنطيوخس أبـيفانيوس / 1 مكابيين 6 : 1 - 63

1 وفي ذلك الوقت كان الملك أنطيوخس يجتاز الأقاليم العليا في ما بين النهرين فسمع أن مدينة ألمايس في بلاد فارس اشتهرت بالفضة والذهب 2 وأن بها معبدا فيه من الأموال الشيء الكثير وفيه سجوف الذهب والدروع والأسلحة الـتي تركها هناك الإسكندر بن فيلبس الملك المكدوني الـذي كان أول ملك في اليونان 3 فما كان من أنطيوخس إلا أن حاول احتلالها ونهبها لكنه لم يقدر على ذلك لأن أهل المدينة كانوا علموا بالأمر 4 فقاوموه بعناد فهرب من بلاد فارس خائبا ورجع إلى بابل 5 وقبل رجوعه من تلك البلاد جاءه من أخبره بانكسار الجيوش الـتي أرسلها إلى أرض يهوذا 6 وبهزيمة ليسياس الـذي كان أول من خرج لمحاربتهم بجيش قوي جدا وأن اليهود صاروا أقوياء بالسلاح والعتاد والمغانم الكثيرة الـتي غنموها من الجيوش الـتي تغلبوا عليها 7 وأنهم فوق ذلك هدموا ما يسمى رجاسة الخراب الـذي بناه أنطيوخس على المذبح في أورشليم وحوطوا الهيكل بأسوار عالية كما كان من قبل واحتلوا بيت صور مدينة أنطيوخس الملك وحصنوها 8 فلما سمع أنطيوخس الملك هذا كله انصعق واضطرب وارتمى في الفراش تحت ثقل الغم والخيبة في تحقيق ما كان يرجو 9 وبقي في الفراش مدة طويلة وهو يزداد غ