مديح يهوذا المكابـي / 1 مكابيين 3 : 1 - 59

1 وحل يهوذا المسمى بالمكابـي مكان أبـيه متثيا

2 وكان جميع إخوته وأنصار أبـيه عونا له يحاربون بحماسة من أجل شعب إسرائيل

3 فجلب العز لشعبه تدرع بسلاح الحرب وبسيفه حمى جنوده في المعارك

4 في هجماته كان كالأسد وكالشبل إذا زأر على فريسته

5 طارد الأشرار وأحرق الـذين ظلموا شعبه

6 فتراجع الأشرار خوفا منه وعلى الآثمين استولى الاضطراب لان الخلاص ازدهر على يده

7 أحزن ملوكا كثيرين وأفرح بني يعقوب بأعماله فإلى الأبد مبارك ذكره

8 جال في مدن يهوذا وفيها قضى على الكفرة ومن غضب الرب

9 خلص إسرائيل خلص من كانوا على حافة الفناء وإلى أقاصي الأرض ذاع صيته 

انتصارات يهوذا الأولى

10 وحشد أبولونيوس جيشا من الأمم الغريبة ومن السامرة ليحارب بني إسرائيل

11 فلما علم يهوذا بالخبر خرج للقائه فهزمه وقتله وسقط من جنود أبولونيوس كثيرون وانهزم الباقون

12 واستولى يهوذا على غنائمهم ومن ذلك سيف أبولونيوس وظل يقاتل به طوال حياته

13 وسمع سارون قائد جيش سورية أن يهوذا حشد جيشا من المؤمنين المتحمسين للقتال معه

14 فقال سارون في نفسه أقيم لنفسي إسما وعزا في المملكة إذا قاتلت يهوذا وأنصاره الـذين يستهينون بأمر الملك

15 فأخذ يستعد للحرب ثم خرج على رأس جيش قوي من الكفرة الـذين ناصروه للانتقام من بني إسرائيل

16 فلما اقترب جيش سارون من طلعة بيت حورون خرج يهوذا للقائهم في عدد قليل من الرجال

17 الـذين قالوا لـيهوذا عندما رأوا جيش سارون مقبلا لقتالهم كيف نقوى على هذا الحشد من الرجال ونحن كما ترى قليلون وعزائمنا خارت من الصوم طول النهار؟

18 فأجابهم يهوذا سهل أن يقع الكثيرون في أيدي القليلين وإله السماء ينجي بالكثيرين أو بالقليلين من يريد نجاتهم

19 فالنصر في المعركة لا يتوقف على كثرة الجنود بل على القوة الـتي تأتي من السماء

20 هؤلاء الأعداء يأتون لمحاربتنا بكثير من الغرور والعنف لـيقضوا علينا نحن ونسائنا وأولادنا وينهبوا أرزاقنا

21 أما نحن فنحارب دفاعا عن نفوسنا وشريعتنا

22 وسترون كيف أن االله سيسحقهم أمام عيوننا فلا تخافوا

23 وما إن أنهى يهوذا كلامه حتـى انقض بغتة على سارون وجيشه وهزمهم

24 وطاردهم إلى طلعة حورون إلى السهل فقتل منهم ثماني مئة رجل وفر الباقون إلى أرض الفلسطينيين

25 وبعد ذلك استولى الرعب والخوف من يهوذا وإخوته على الأمم الـذين حولهم

26 ووصل صيته إلى مسامع الملك أنطيوخس وتحدثت الأمم كلها عن يهوذا ومعاركه 

أنطيوخس يرسل ليسياس

27 ولما سمع أنطيوخس الملك بهذا كله امتلأ غيظا وجمع كل جنود مملكته في جيش قوي جدا

28 وفتح خزانته ودفع إلى جنوده أجرة سنة كاملة وأمرهم بأن يستعدوا لكل طارئ

29 ولكنه وجد أن مال خزينته لا يكفي وأن الدخل من الضرائب في البلاد قل بسبب الفتن والقلاقل الـتي أثارها في العالم بإلغائه الشرائـع الـتي كان معمولا بها منذ القدم

30 وكان أنطيوخس يجود بهداياه أكثر من أي ملك قبله فاستولى عليه القلق الآن لانه لم يعد قادرا أن يستمر في البذخ كما في السابق أو حتـى أن يقوم بنفقاته

31 وبعد أن تحير في ما يفعل عزم على الذهاب إلى بلاد فارس لـيجبـي الضرائب هناك ويجمع مالا كثيرا

32 فأوكل إلى ليسياس إدارة شؤون المملكة من نهر الفرات إلى حدود مصر وكان ليسياس هذا رجلا شريفا من النسل الملكي

33 وأوصاه بتربـية ابنه أنطيوخس إلى أن يعود

34 وأوكل إليه نصف الجيش وكل الفيلة وأعلمه بكل نياته وخصوصا في ما يتعلق بسكان اليهودية وأورشليم

35 وأمره أن يوجه إليهم جيشا يسحقهم ويقتلع قوتهم من جذورها في أرض إسرائيل وما تبقى من أورشليم ويمحو ذكرهم من هناك

36 وأن يقيم الغرباء في جميع أنحاء البلاد ويقسم الأرض بينهم

37 وأخذ الملك النصف الباقي من الجيش وانطلق من أنطاكية عاصمة ملكه في السنة المئة والسابعة والأربعين وعبر نهر الفرات متجها إلى الأقاليم العليا في ما بين النهرين 

ليسياس يجتاح اليهودية

38 واختار ليسياس بطلماوس بن دوريمانس ونيكانور وجورجياس قادة للجيش وهم رجال أشداء من أصدقاء الملك

39 وأرسلهم على رأس أربعين ألف جندي من المشاة وسبعة آلاف فارس إلى أرض يهوذا لـيدمروها كما أمر الملك

40 فانطلقوا بكامل جيشهم حتـى اقتربوا من عماوس وعسكروا في السهل

41 وهناك انضمت إليهم قوة من أرض أدوم وبلاد الفلسطينيين وسمع بالخبر تجار تلك الأنحاء فجاؤوا إلى المعسكر بسلاسل من الحديد وبفضة وذهب كثير حتـى يشتروا بني إسرائيل عبـيدا لهم

42 ورأى يهوذا وإخوته أن الخطر يشتد بخاصة بعد أن حلت جيوش الغرباء في أرضهم وبعد أن بلغهم أن الملك أمر بالقضاء على الشعب قضاء مبرما واقتلاع جذوره

43 فقال بعضهم لبعض دعونا نستنهض شعبنا من ذله ونقاتل دفاعا عنه وعن أقداسنا

44 فتنادى الجميع واستعدوا للقتال وصلوا إلى االله سائلين الرحمة والرأفة

45 مهجورة كانت أورشليم وفارغة كالصحراء لم يبق من بنيها أحد يدخلها أو يخرج منها كان المقدس تحت الأقدام والغرباء يحتلون َ القلعة الـتي كانت مسكنا للأمم عن يعقوب زال الفرح وخرس المزمار والكنارة 

الاستعداد للحرب

46 ولما تجمعوا كلهم ساروا إلى المصفاة قبالة أورشليم لأن المصفاة كانت من قبل موضع الصلاة لبني إسرائيل

47 وصلوا في ذلك اليوم ولبسوا المسوح وذروا الرماد على رؤوسهم ومزقوا ثـيابهم

48 وفتحوا كتاب الشريعة لـيعرفوا منه ما يطلبه عبدة الأصنام من أصنامهم لو كانوا في مثل حالهم

49 وجاؤوا بثـياب الكهنوت وببواكير حنطتهم وعشر غلالهم ثم استدعوا أصحاب النذور الـذين أوفوا نذورهم

50 ورفعوا أصواتهم إلى السماء صارخين يا رب ماذا نفعل بهذا الشعب وإلى أين نذهب بهم

51 فمقدسك داسته الأمم ودنسته وكهانك يرزحون تحت أحزانهم الثقيلة

52 وها عبدة الأصنام اجتمعوا علينا ليدمرونا وأنت تعرف ما ينوون علينا

53 فكيف نثبت أمامهم إن كنت لا تعيننا؟

54 ثم نفخوا في الأبواق وصرخوا بصوت عظيم

55 وبعد ذلك قسم يهوذا رجاله فئات من عشرة وخمسين ومئة وألف وعين قائدا لكل فئة

56 وعملا بالشريعة طلب من كل من بدأ بناء بيت أو خطب امرأة أو غرس كرما أو كان خائفا أن يرجـع إلى بيته

57 ثم تحرك الجيش من المصفاة وعسكروا في جنوب عماوس

58 وهناك قال يهوذا لرجاله تشجعوا وكونوا مستعدين في صباح يوم غد سنهاجم هؤلاء الأمم الـذين اجتمعوا علينا لـيدمرونا نحن وهيكلنا المقدس

59 فخير لنا أن نموت في القتال من أن نشاهد هلاك قومنا وخراب هيكلنا واالله الـذي في السماء يفعل بنا ما يشاء

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

ابنا سمعان يطردان كندباوس / 1 مكابيين 16 : 1 - 24

بطليموس السادس يهاجم الإسكندر / 1 مكابيين 11 : 1 - 74